بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 1 نوفمبر 2023

الطاعون وانواعه

 

الطاعون الدملي

 

دبل إربية على أعلى فخذ الشخص المصاب بالطاعون الدبلي. الغدد اللمفية الملتهبة (بأصل الفخذ أو الإربة) عادةً ما تظهر في الرقبة، الإبطين والفخذ في الأشخاص المصابين.

 

معلومات عامة

الاختصاص أمراض معدية (اختصاص طبي)

من أنواع طاعون، ومرض العقد الليمفية

‏، ومرض

الموقع التشريحي عقدة لمفاوية

 

الأسباب

الأسباب يرسينيا طاعونية

المظهر السريري

الأعراض نفضان

 

الإدارة

أدوية

جنتاميسين، ودوكسيسايكلين، وسيبروفلوكساسين

حالات مشابهة الموت الأسود، وطاعون

التاريخ

وصفها المصدر قاموس بروكهاوس وإفرون الموسوعي

تعديل مصدري - تعديل

 

الطاعون الدبلي أو الطاعون الدبيلي أو الطاعون الدُمّلي أو الطاعون العقدي أو الطاعون النزفي (بالإنجليزية: Bubonic plague)‏ هو مرض حيواني المنشأ ينتشر أساسًا بين القوارض الصغيرة والبراغيث التي تحملها. هو واحد من ثلاثة أنواع من الالتهابات التي يسببها طاعون يرسينيا (المعروف سابقًا باسم طاعون الباستوريلا) والذي ينتمي إلى عائلة الأمعائيات. يؤدي الطاعون الدبلي دون علاج إلى موت ثلثي المصابين خلال أربعة أيام من الإصابة به. في عام 2013 سجلت 750 حالة إصابة بالطاعون الدبلي، وأدى ذلك إلى موت 126 من المصابين به.المصطلح الطاعون الدبلي مشتق من الكلمة الإغريقية βουβών والتي تعني «الأربية».

حيث أن الغدد اللمفاوية المنتفخة تظهر غالباً تحت إبطين وفي أربية الشخص المصاب بالطاعون الدبلي. وغالباً ما تم استخدام مصطلح الطاعون الدبلي كمرادف إلى الطاعون، ولكن يُقصد بالطاعون الدبلي ذلك الذي يصيب المريض من خلال دخول الطفيليات المسببة له من خلال الجلد وانتقالها عبر الأوعية اللمفية، كما هو الملاحظ في الالتهابات التي تسببها البراغيث.

يعتقد أن الطاعون الدبلي مع طاعون إنتان الدم، والطاعون الرئوي، (والذين هما النوعان الآخران اللذان يسببهما طاعون يرسينيا) هم السبب وراء الموت الأسود الذي اجتاح أوروبا في القرن الرابع عشر وسبب وفاة 50 مليون شخص تقريباً، أو 25%-60% من سكان أوروبا. في منطقة البحر المتوسط، بدى أن الطاعون الدبلي كان يظهر في فصول الصيف. أما في شمال القارة الأوروبية، فكان الطاعون أغلب الظهور في فصل الخريف. ولأن الوباء تسبب في وفاة الكثير من الطبقة العاملة، ارتفعت قيمة الأجور بسبب الازدياد على طلب الأيدي العاملة. رأى بعض المؤرخين أن ذلك كان بمثابة نقطة التحول في تطور الاقتصاد الأوروبي.

العلامات والأعراضنخر طرفي في الأنف، الشفتان, الأصابع و بقايا كدمات على باطن اليدين في مريض يتعالج من الطاعون الدبلي الذي انتشر إلى الرئتان و الدم. كان جسد المريض مغطى بالكدمات. تم إعادة طبعه من كتب الطب العسكري.

أكثر الأعراض انتشاراً هو التهاب الغدد اللمفية المعروف بالأدبال، والتي تصبح تورمات مؤلمة. بعد أن ينتقل الطاعون بلدغة برغوث مصاب، بكتيريا طاعون اليرسينيا يتموضع في الغدد اللمفية حيث يبدأ في إقامة مستعمرات والتكاثر. الأدبال المرتبطة مع الطاعون الدبلي عادةً ما توجد في مناطق تحت الإبطين وفي أعلى الفخذ والأربية والرقبة. كما يسبب غرغرينا في أطراف الجسم. (مثال: أصابع اليدين والقدمين الشفاة والأنف.)

بسبب انتقاله بلسعة البراغيث، الطاعون الدبلي عادةً ما يكون أول مرض من سلسلة أمراض متدرجة. إن أعراض الطاعون الدبلي تظهر بشكل مفاجئ، عادةً ما بين 2-5 أيام بعد الإصابة بالبكتيريا المسسببة له. بعض الأعراض تشمل: الغرغرينا في الأطراف والتي تشمل أصابع اليدين والقدمين، الشفاة وقمة الأنف.

قشعريرة.

الشعور بسوء الصحة بشكل عام.

درجة حرارة عالية. (102,C,39 | F)

تشنجات عضلية.نوبات مرضية.

غدد لمفية متورمة على شكل أدبال ملساء، عادةً ما يتواجد على أعلى الفخذ ولكن يمكن أن يتواجد على الرقبة وتحت الإبطين، وعادةً ما يكون في مكان الإصابة بالعدوى الأولي. (خدش أو لسعة).

من الممكن الشعور بالألم في المنطقة قبل تورمها.

لون الجلد قد يتغير في بعض الحالات إلى الوردي.

بعض الأعراض الأخرى تتضمن التنفس الثقيل (الصعب)، قيء الدم، آلام في الأطراف، السعال، الإرهاق الشديد، مشاكل في الجهاز الهضمي، وجود نقاط سوداء في مختلف مناطق الجسم، هذيان، غيبوبة والآلام الشديدة. الألم عادةً ما يكون نتيجة انحلال وتحلل أنسجة الجلد بينما الشخص لا يزال حياً. النوعان الآخران من الطاعون الذي يسببه بكتيريا يرسينيا هما الطاعون الرئوي وطاعون إنتان الدم. الطاعون الرئوي يختلف عن الدبلي وطاعون إنتان الدم في أنه يشمل نوبات سعال، وبذلك يكون شديد العدوى حيث يمكنه الانتقال من شخص إلى آخر.

المسبباتبرغوث الجرذان الشرقية مصاب ببكتيريا اليسيرينا و التي تظهر على شكل كتلة سوداء في معدته. الجزء الأمامي من معدة هذا البرغوث مسدودة لوجود Y. Pestis Biofilm. عند محاولة هذا البرغوث التغذية على كائن غير حامل للمرض, يتقيّأ البرغوث الY. Pestis الموجود في الجزء الأمامي من معدته, فيدخل إلى الجرح الذي سبّبه البرغوث للكائن, مما يؤدي إلى إصابته بالطاعون.

الطاعون الدبلي هو إلتهاب في الجهاز اللمفي، وعادةً يكون نتيجة لدغة من برغوث مصاب (برغوث الجرذان Xenopsylla cheopis). في حالات نادرة جداً، كما في طاعون إنتان الدم، فإن المرض يمكن أن ينتقل بالاحتكاك المباشر بنسيج مصاب بالعدوى أو من خلال التعرض لسعال شخص آخر مصاب. البراغيث عادةً ما توجد على القوارض مثل الفئران والجرذان، وتقوم بالبحث على فريسة أخرى عندما يموت القارض الذي كان يستضيفهم. البكتيريا تبدأ حياتها غير مؤذية، وتعيش في أمعاء الثديات. القدرة على الانتشار والتكاثر تعتمد فقط على قدرتها على التنقل من حيوان ثديي مستضيف لها إلى آخر. إن البكتيريا تبقى غير مضرة للبرغوث، وبذلك تسمح للحيوان المستضيف الجديد بنشر البكتيريا. البكتيريا تتجمع في معدة البرغوث المُصاب، (حيث أن البرغوث يتغذّى على الدم) وبذلك يتقيأ الدم المهضوم (الذي يكون دم مصاب) في موضع اللدغة في جلد القارض أو الإنسان. حالما يحدث ذلك، تبدأ البكتيريا في الانتشار السريع إلى الغدد اللمفية وتبدأ بالتكاثر والتضاعف بشكل سريع.

بكتيريا اليرسينيا يمكنها مقاومة البلعمة، كما يمكنها التكاثر داخل خلايا البلعمة وبالتالي قتلها. عندما يتقدم المرض، فإن العقد والغدد اللمفاوية يمكن أن تبدأ بالنزف والانتفاخ ومن ثم الموت. الطاعون الدبلي يمكنه أن يتقدم إلى طاعون إنتان الدم القاتل في بعض الحالات. الطاعون معروف أيضاً بالإنتشار إلى الرئة وبالتالي يتحول إلى المرض المعروف بالطاعون الرئوي. ذلك النوع من الطاعون لديه قدرة عالية على الانتشار حيث أن البكتيريا تنتشر عند السعال أو العطس.

التشخيصإن الاختبارات المختبرية مطلوبة للتشخيص والتأكيد على الإصابة بالطاعون الدبلي. عادةً ما يتم التشخيص عن طريق التعرف على البكتيريا المسببة للمرض ووجودها في عينة زراعية مأخوذة من عينة المريض. ويتم التأكيد على الإصابة من خلال فحص عينة من مصل الدم والتي تؤخذ في المراحل المتقدمة والمتأخرة من الإصابة بالبكتيريا. وقد تم تطوير غمائس للفحص السريع للأشخاص الذين يعتقد أنهم مصابون حيث أنها تستخدم لاختبار وجود المولدات المضادة لبكتيريا اليريسنا، وقد طورت تلك الطريقة لإستعمالها في العمل الميداني.

العلاجهنالك العديد من أصناف المضادات الحيوية الفعالة لمعالجة الطاعون الدبلي. ويندرج من ضمنها أمينوغليكوزيد (Aminoglycosides) مثل الستريبتوميسين (Streptomycin) والجنتاميسين (gentamicin)، التتراسيكلين (Tetracycline) وبالأخص (دوكسي سايكلين Doxycycline)، وال (Fluoroquinolone ciprofloxacin). نسبة الوفيات المرتبطة مع الحالات المعالجة من مرض الطاعون الدبلي هي حوالي 1-15% بالنسبة إلى الحالات الغير معالجة والتي يكون معدل الوفيات فيها حوالي 40-60%. إن الأشخاص المحتمل إصابتهم بالطاعون يحتاجون العناية الفورية، حيث أن المضادات الحيوية يجب أن تعطى خلال 24 ساعة من بدء الأعراض لمنع الوفاة. بعض العلاجات الأخرى تتضمن الأكسجين، السوائل الوريدية، والدعم التنفسي. الأشخاص الذين كانوا على اتصال مع أي شخص مصاب بالطاعون الرئوي يُعطى مضادات حيوية اتِّقائِيّة (prophylactic). باستخدام المضادات الحيوية كالستريبتوميسين على نطاق واسع، أثبت نجاحه في علاج الطاعون الدبلي خلال 12 ساعة من الإصابة.

تاريخ المرض

الوباء الأولإن أول وباء مسجل أصاب الإمبراطورية الرومانية الشرقية (الإمبراطورية البيزنطية) وقد سمي طاعون جستنيان تيمناً بالإمبراطور جستنيان الأول الذي أصابه المرض وشفي منه من خلال علاجات مكثفة. الوباء قد حصد حياة ما يقارب 25 مليون شخص (وباء القرن السادس) إلى 50 مليون شخص (تكرر ظهوره خلال قرنين). المؤرخ بروكوبيوس (Procopius) كتب في «المجلد II في تواريخ الحروب» عن مواجهاته الشخصية مع الطاعون وتأثيره على الإمبراطورية الصاعدة. في ربيع عام 542 م، وصل الطاعون إلى القسطنطينية وأخذ ينتشر من مرفأ مدينة إلى آخر حتى انتشر في المناطق حول البحر المتوسط، مهاجراً بعدها إلى المناطق الشرقية (آسيا الصغرى) والمناطق الغربية (اليونان وإيطاليا). ولإن المرض أخذ بالانتشار براً بانتقال البضائع بسبب جهود جستنيان في الحصول على البضائع الفارهة في ذلك الوقت وتصدير أخرى، أصبحت عاصمته المصدر الأكبر للطاعون الدبلي. قد صرّح بروكوبيوس في عمله «التاريخ السري» بأن جستنيان كان إمبراطور شيطاني، حيث أنه إما اخترع المرض بنفسه أو كان الطاعون عقاباً من الله بسبب ذنوبه.

الوباء الثانيمواطنون من تورناي يقومون بدفن ضحايا الطاعون الدبلي. هذه صورة مصغرة للوحة The Chronicles للرسام لغيلز لي مويسس. مقبرة جماعية لضحايا الطاعون الدبلي في 1720-1721م في فرنسا.

في نهاية العصور الوسطى (1340-1400) مرت أوروبا بأفتك وباء طاعون مسجل في تاريخ البشرية «الموت الأسود»، والذي كان وباء طاعون دبلي واسع الانتشار، حيث أنه بدأ في عام 1347 وحصد أرواح ثلث سكان أوروبا. ويعتقد أن ذلك أدى إلى جعل المجتمع أكثر عنفاً بسبب تزايد نسبة الوفيات، والتي أرخصت قيمة الحياة البشرية وبالتالي عملت على ازدياد الحروب والجرائم، والثورات الشعبية وما تبعها من موجات جلد وتعذيب ومحاكمات واضطهاد. إن الموت الأسود نشأ في الصين أو بالقرب منها، ثم انتقل إلى إيطاليا وبعد ذلك إلى باقي أنحاء أوروبا. المؤرخان العربيان ابن الوردني والمرقرزي اعتقدا أن الموت الأسود قد نشأ في منغوليا، وقد تم إثبات ذلك استناداً إلى وثائق صينية أظهرت وجود وباء متفشي حينها في منغوليا في بدايات 1330م. وقد تم نشر بحث في عام 2002 والذي اقترح أن الوباء قد بدأ في صيف عام 1346م في منطقة (سهبية؟ the steppe region)، حيثما احتياطي من مسببات الطاعون تمتد من الشمال الغربي لشاطئ بحر قزوين إلى جنوب روسيا. المنغوليين قد قطعوا طريق التجارة «طريق الحرير» بين الصين وأوروبا والذي أدى إلى إيقاف انتشار الموت الأسود من شرق روسيا إلى غرب أوروبا. بدأ الوباء نتيجة إلى هجمة شنها المنغوليون على آخر محطة إيطالية لتبادل بضائع تجارية في المنطقة، والتي كانت «كافا» في «القرم».

في خريف عام 1346م، انتشر الوباء بين الأشخاض المحاصرين ومن ثم انتقل إلى القرية. وفي الربيع التالي، فرَّ التجار الإيطاليين إلى سفنهم غير عالمين أنهم كانوا حاملين للموت الأسود. مبدئياً انتشر الطاعون بالأشخاص القريبين من البحر الأسود (بسبب القوارض والجرذان)، ومن ثم انتشر إلى شتى أنحاء أوروبا نتيجة هروب السكان من منطقة إلى أخرى في محاولاتهم للابتعاد عن الطاعون.

كان هناك الكثير من المعتقدات الطبية العرقية لتجنب الإصابة بالموت الأسود. المعتقد الأكثر شهرة كان أنه بالمشي بالزهور حول أو في أنوفهم وعدم استنشاق الروائح النتنة يمنع «الشر الذي يصيبهم بسبب تكل الروائح». اعتقد الناس أن الطاعون كان عقاباً من الله، وأن الطريقة الوحيدة للتخلص منه هو رضى الله ومغفرته لهم. حيث أن معتقد آخر كان حفر رمز الصليب على أبواب المنازل مع عبارة «رب ارحمنا».في بستويا بإيطاليا أقرّوا تشريعات وقوانين في المدينة وعلى المواطنين لإبقائها من خطر الإصابة بالموت الأسود. ابتدأت القوانين بمنع زيارة أي من المناطق المصابة بالطاعون وعدم إدخال من يذهب إليها إلى المدينة مرة أخرى، وعدم استيراد الكتان والصوف من مناطق أخرى وعدم دفن الموتى في المدينة. ولكن مع الرغم من القوانين الصارمة، فإن المدينة أصابتها العدوى. الأشخاص الذين لم يصابوا بالطاعون كونوا جماعات وابتعدوا عن المصابين، وكانوا يأكلون كميات محدودة من الطعام والشراب، لم يكن مسموحاً لهم الكلام مع الأشخاص الآخرين لأن ذلك كان يزيد من خطر الإصابة بالمرض.حينما كانت أوروبا تمر بمعاناة هائلة بسبب المرض، كان باقي العالم أفضل حالاً بكثير. في الهند، ارتفع عدد السكان من 91 مليون نسمة في 1300م إلى 97 مليون نسمة في 1400م وإلى 105 مليون نسمة في 1500م. وبقي جنوب الصحراء الكبرى غير متأثر بالطاعون بشكل عام.

وتميزت القرون التالية بتفشيات إقليمية محلية بشدة أقل. طاعون ميلان العظيم (1629-1631)، طاعون سيفيل العظيم (1647)، طاعون لندن العظيم (1665-1666)، طاعون فيينّا العظيم (1679)، طاعون البلطيق العظيم (1708-1712) وطاعون مرسيل العظيم (1720) كانوا أقوى تفشيات الطاعون الدبلي في أوروبا.

العلاج التقليدي

إعتقد أطباء القرون الوسطى أن الطاعون تكوّن بسبب الهواء الفاسد بسبب رطوبة الجو وتحلل الجثث غير المدفونة والأبخرة التي تنتج بسبب سوء الصرف الصحي. كان العلاج الموصى به حمية غذائية جيدة، الراحة، والانتقال إلى منطقة غير موبوئة لكي يتمكّن الشخص من الحصول على الهواء النقي. هذا قد ساعد، ولكن ليس للأسباب التي اعتقدها الأطباء في تلك الفترة. في الواقع، لأنهم أوصوا بالابتعاد عن الأماكن الغير نظيفة، كان الناس يبتعدون أيضاً عن القوارض الحاملة للبراغيث المسببة للمرض. ومع ذلك، كان ذلك سبباً لانتقال الطاعون لأماكن لم تكن مصابة به.

الوباء الثالث.إرشادات للباحثين, في بونا (بون الآن) , طاعون عام 1897م.

الطاعون عاد للظهور للمرة الثالثة في منتصف القرن التاسع عشر. وكما في الوبائين السابقين، نشأ الوباء الثالث في شرق آسيا. بداية الوباء كان في الصين، وبالتحديد في مقاطعة يونّان في عام 1855م. بقي الطاعون في شمال غرب الصين لعدة سنوات قبل أن ينتشر. في مدينة كانتون بداية مارس عام 1894م، قتل المرض 60,000 شخص في أسابيع معدودة. حركة المرور المائية اليومية في مدينة هونغ كونغ المجاورة أدت إلى نشر الطاعون بشكل سريع جداً مما أدى إلى موت أكثر من 100,000 شخص في غضون شهرين.

من الصين، انتشر الطاعون إلى شبه القارة الهندية في عام 1896م. على مدى 30 سنة، حصد الطاعون الدبلي حياة 12.5 مليون شخص. كانت بدايات الطاعون في المدن القريبة من الموانئ، ابتداءا من بومباي (الآن مومباي)، وظهر لاحقاً في بونا (الآن بون)، كولكاتا، وكراتشي (الآن في باكستان). بحلول عام 1899م، انتشر الوباء إلى مجتمعات أصغر والمناطق الريفية في شتى مناطق الهند. بشكل عام، أثر وباء الطاعون كان الأعظم في غرب وشمال الهند – في المناطق التي تم تسميتها لاحقاً ببومباي، بنجاب، والمناطق المتحدة – بينما شرق وجنوب الهند لم يتأثرا بتلك الشدة. في النهاية، أكثر من 12 مليون شخص ماتوا في الهند (بما في ذلك باكستان وبنغلاديش) والصين بسبب الطاعون الدبلي.

في عام 1899م وصل الطاعون إلى جزر هاواي. أول دليل على المرض وجد في مدينة هونولولو الصينية على جزيرة أواهوو. التي كانت تقع بالقرب من أرصفة الجزيرة البحرية، والجرذان من السفن التجارة الصينية كانت تتمكن من النزول إلى أراضي هاواي دون أن يراها أحد. كلما شقّت الجرذان طريقها إلى وسط المدينة، بدأت الأعراض المرضية تظهر على الناس. في 12 ديسمبر 1899، تم تأكيد أول إصابة بالمرض. حينها، فكر مجلس الصحة بطرق لإيقاف المرض من الانتشار أكثر. كان حلّهم حرق أي مبنى في المدينة الصينية كانوا يشكون أنه يحتوي على مسببات للمرض. في 31 ديسمبر 1899، تم إشعال أول حريق. كانوا في البداية خططوا أن يتم حرق عدة مباني فقط، واعتقدوا أن بإمكانهم التحكم في نيران الحريق، ولكنهم فقدوا السيطرة على الحريق، فاحترقت المباني المجاورة. نتيجة لذلك، تم تدمير الكثير من المنازل في المدينة الصينية و 4,000 شخص تقريباً تركوا بلا منازل.واحدة من مجموعة من الصور التي تبين حال بعض البيوت و الأحياء الفقيرة في سيدني بإستراليا وقت انتشار الطاعون عام 1900م, و تبين عمليات التنظيف و التعقيم التي تبعت انتشار المرض.

عانت إستراليا من 12 انتشار للوباء بين 1900م و 1925م بسبب الإستيراد وشحن البضائع. أسهم بحث قام به ضباط طبيين أستراليين (ثومبسن، آرمسترونغ وتيدسويل) إلى فهم كيفية انتقال بكتيريا اليرسينيا إلى البشر من خلال البراغيث على الجرذان المصابة.

نسبة عن منظمة الصحة العالمية، أُعتبر الوباء فعّال لغاية 1959م حين قل عدد الخسائر البشرية إلى 200 شخص في السنة. في عام 1994م، إنتشر الوباء مرة أخرى في خمس ولايات هندية وسبب حوالي 700 إصابة بالعدوى (تضمن 52 حالة وفاة) وتسبب في هجرة الكثير من الأشخاص في الهند لمحاولة تفادي الطاعون.

الحرب البيولوجيةكانت أول حالات الحرب البيولوجية نتيجة الطاعون الدبلي، حيث ذكر أن جيوش القرن الرابع عشر كانت تقذف جثث المصابين فوق أسوار مدن الأعداء وقراهم لنشر المرض. لاحقاً، استعمل الطاعون خلال حرب الشينو-يابانية الثانية كسلاح بكتيري من قبل الجيش الياباني الإمبراطوري. وتوفرت تلك الأسلحة من قبل وحدات شيروإيشي (Shiro Ishii) وجربت على البشر قبل إستخدامها في ساحة الحرب. مثلاً، في عام 1940م، قصفت القوات الجوية التابعة للجيش الياباني الإمبراطوري ننغبو (Ningbo) ببراغيث مصابة بالطاعون الدبلي. وخلال محاكمات جرائم حرب خاباروفسك (Khabarovsk)، شهد المتهمون كاللواء كياشي كاواشيما (Kiyashi Kawashima) بأنه في عام 1940م قام 40 عضو من الوحدة 731 التي أجرت إسقاط جوي لبراغيث مصابة على شانغدي (Changde). وهذه العمليات تسببت بأوبئة طاعون.

انظر أيضاًقائمة بالأمراض الجلدية

وباء

العولمة والمرض

طاعون رئوي

 

التيفوس الوبائي نوع من أنواع التيفوس ويعرف أيضاً باسم التيفوس التقليدي و{مرض حيواني المنشأ}و الحمى النمشية أو التيفوس.

 

مرض حيواني المنشأ  مرض حيواني المنشأ

معلومات عامة

الاختصاص أمراض معدية

من أنواع مرض حيواني

‏، ومرض معد

الأسباب

طريقة انتقال العامل المسبب للمرض انتقال عبر الأنواع

  المرض حيواني المنشأ أو حيواني المصدر أو مرض مشترك أو ممرض حيواني (بالإنجليزية: zoonosis)‏ هو المرض المعدي الذي يسري في الحالة الطبيعية بين الحيوانات الفقارية البرية أو الأليفة ويمكن أن ينتقل منها إلى الإنسان.

ويمكن أن يكون الإنسان المصاب مصدراً لعدوى الناس الآخرين في بعض الأمراض مثل الطاعون، أما في بعضها الآخر فلا ينتقل المرض من الإنسان المصاب، كما في داء البروسيلات.

الأمراض الحديثة الكبرى مثل مرض فيروس إيبولا والسالمونيلا. هي أمراض حيوانية المنشأ. كان فيروس نقص المناعة البشرية عبارة عن مرض حيواني المنشأ ينتقل إلى البشر في أوائل القرن العشرين، على الرغم من أنه قد تحول الآن إلى مرض إنساني منفصل. معظم سلالات الأنفلونزا التي تصيب البشر هي أمراض بشرية، على الرغم من أن العديد من سلالات أنفلونزا الخنازير وأنفلونزا الطيور هي من الأمراض الحيوانية المنشأ؛ هذه الفيروسات في بعض الأحيان تترابط مع السلالات البشرية من الإنفلونزا ويمكن أن تسبب الأوبئة مثل الإنفلونزا الإسبانية عام 1918 أو إنفلونزا الخنازير 2009. العدوى بتينيا سوليم في تونس هي واحدة من الأمراض الاستوائية المهملة التي تثير قلق الصحة العامة والطب البيطري في المناطق الموبوءة. يمكن أن يكون سبب الأمراض الحيوانية المنشأ مجموعة من مسببات الأمراض مثل الفيروسات والبكتيريا والفطريات والطفيليات. من 1,415 مسببات الأمراض المعروفة بإصابة البشر، 61% كانت حيوانية المنشأ. معظم الأمراض البشرية نشأت في الحيوانات. ومع ذلك، فإن الأمراض التي عادة ما تتضمن انتقال العدوى من الحيوان إلى الإنسان، مثل داء الكلب، تعتبر مرضًا مباشرًا.لدى الأمراض الحيوانية المنشأ طرق انتقال مختلفة. في المرض المباشر ينقل المرض مباشرة من الحيوانات إلى البشر من خلال وسائل الاتصال مثل الهواء (الأنفلونزا) أو من خلال اللدغات واللعاب (داء الكلب). وعلى النقيض من ذلك، يمكن أن يحدث الانتقال أيضًا عن طريق أنواع وسيطة (يشار إليها على أنها ناقل)، والتي تحمل المرض الممرض دون الإصابة. عندما يصيب البشر بالعدوى، يطلق عليه اسم «الأمراض المنقولة بالحيوان» أو الانثروبونات.

المصطلح من اليونانية: νον zoon "animal" و νόσος nosos "sickness".

الأسباب

يمكن أن يحدث انتقال الأمراض الحيوانية في أي سياق يوجد فيه حيوانات (حيوانات أليفة)، أو اقتصادية (زراعية، إلخ)، أو مفترسة (الصيد، أو الذبح، أو استهلاك اللعبة البرية) أو الاتصال مع أو استهلاك الحيوانات غير البشرية، أو المنتجات الحيوانية غير البشرية، أو المشتقات الحيوانية غير البشرية (اللقاحات، وما إلى ذلك).

تلوث الغذاء أو إمدادات المياهأهم مسببات الأمراض الحيوانية المصدر التي تسبب الأمراض التي تنقلها الأغذية هي ايشرشيا كولاي وكامبيليباكتر،التكسوبلازما، وكالكيفيريدي، السالمونيلا.في عام 2006، ركز مؤتمر عُقد في برلين على مسألة تأثيرات العوامل المسببة للأمراض الحيوانية المصدر على سلامة الأغذية، وحث الحكومات على التدخل، والجمهور على توخي اليقظة تجاه مخاطر الإصابة بالأمراض المنقولة عن طريق الغذاء من المزرعة إلى طاولة الطعام.يمكن ربط العديد من تفشيات الطعام بمسببات الأمراض الحيوانية. يمكن تلوث العديد من أنواع الطعام المختلفة التي لها أصل حيواني غير إنساني. بعض الأطعمة الشائعة المرتبطة بالملوثات الحيوانية المنشأ تشمل البيض، والمأكولات البحرية، واللحوم، ومنتجات الألبان، وحتى بعض الخضروات.

ينبغي التعامل مع تفشيات الغذاء في خطط التأهب لمنع انتشار الأمراض على نطاق واسع وللتفشيات بكفاءة وفاعلية.

الزراعة وتربية المواشي وتربية الحيوانات غير البشرية يمكن أن يؤدي الاتصال بحيوانات المزرعة إلى مرض في المزارعين أو غيرهم ممن يتلامسون مع حيوانات المزرعة المصابة. يؤثر الغيلر بشكل رئيسي علي أولئك الذين يعملون عن قرب مع الخيول والحمير. يمكن أن يؤدي الاتصال الوثيق مع الماشية إلى الإصابة بالأنثراكس الجلدي، في حين أن الإصابة باستنشاق الجمرة الخبيثة أكثر شيوعًا بين العاملين في المسالخ والمدابغ والصوف. يمكن أن يؤدي الاتصال الوثيق بالأغنام التي ولدت حديثًا إلى الإصابة بالاعتلال الكلاميدي، أو الإجهاض الإنزوي، لدى النساء الحوامل، بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة بحمى كيو Q، وداء المقوسات، والليستريوسيس في الحوامل أو في حالة نقص المناعة. يحدث مرض المشوكات (Echinococcosis) نتيجة للدودة الشريطية التي يمكن أن تنتشر من الأغنام المصابة عن طريق الطعام أو الماء الملوث بالبراز أو الصوف. إنفلونزا الطيور شائعة في الدجاج. وبينما من النادر في البشر، فإن القلق الرئيسي على الصحة العامة هو أن سلالة من أنفلونزا الطيور سوف تترابط مع فيروس إنفلونزا بشرية وتسبب وباء مثل الإنفلونزا الإسبانية عام 1918. الماشية هي مستودع هام من الكريبتوسبوريديوسيس

وتؤثر بشكل رئيسي على نقص المناعة.

هجمات الحيوانات البرية

داء الكلب

ناقلات الحشراتمرض النوم الأفريقي

التهاب الدماغ الخيلي الشرقي

التهاب الدماغ الياباني

التهاب الدماغ الفنزويلي الفنزويلي

حمى غرب النيل

التهاب الدماغ الخيلي الغربي

حمى زيكا

الحيوانات الأليفةيمكن للحيوانات الأليفة نقل عدد من الأمراض. يتم تطعيم الكلاب والقطط بشكل روتيني ضد داء الكلب. كما يمكن للحيوانات الأليفة أن تنقل السعفة والجياردية، وهي أمراض مستوطنة في كل من الحيوانات والحيوانات غير البشرية. داء المقوسات هو عدوى شائعة للقطط. في البشر هو مرض خفيف على الرغم من أنه يمكن أن يكون خطرا على النساء الحوامل.

الفيلاريا يسببه البعوض المصابة في الثدييات مثل الكلاب والقطط. ويتسبب مرض خدش القط من قبل بارتونيلا هينسيلي وبرتونيلا كوينتانا من براز البراغيث التي تتوطن في مخالب القطط. داء توكسوكاريسيس Toxocariasis هو إصابة البشر بأي نوع من أنواع الدودة المستديرة، بما في ذلك الأنواع الخاصة بالكلب (Toxocara canis) أو القطة (Toxocara cati). يمكن أن ينتشر كريبتوسبوردياسيس Cryptosporidiosis إلى البشر من السحالي الأليفة، مثل أبو بريص الفهد.

الأماكن العامة  

 وقد تم تتبع تفشي الأمراض الحيوانية المنشأ لتفاعل الإنسان مع الحيوانات الأخرى في حدائق الحيوانات ومعارض الحيوانات الأليفة وغير ذلك من الأماكن. في عام 2005، أصدرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) قائمة محدثة من التوصيات لمنع انتقال الأمراض الحيوانية المنشأ في الأماكن العامة.

وتشمل التوصيات، التي وضعت بالتزامن مع الرابطة الوطنية للأطباء البيطريين في الصحة العامة للدولة، المسؤوليات التعليمية لمشغلي الموقع، والحد من الاتصال العام وغير الحيواني بالحيوان، ورعاية الحيوانات غير البشرية وإدارتها.

الصيد ولحوم الطرائدفيروس نقص المناعة البشرية

انتقال ثانويإيبولا وماربورغ

العوامل المسببة للأمراض حيوانية المنشأفيروسات

بكتيريا

طفيليات (مثلاً الأوالي أو الديدان)

فطريات

بريونات

==========

تيفوس وبائي

الطفح الناجم عن التيفوس.
الطفح الجلدي للتيفوس

 

معلومات عامة

الاختصاص أمراض معدية

من أنواع حمى نمشية، ومرض

الموقع التشريحي وعاء دموي، وجهاز عصبي مركزي

الأسباب

الأسباب ريكتسية بروفاتسيكية

 

طريقة انتقال العامل المسبب للمرض انتقال عبر الحشرات

المظهر السريري

الأعراض حمى، ونفضان

، وصداع، وألم مفصلي، وفرط الإحساس، وأرق، وابتهاج، ووهام، والتهاب الملتحمة، وحبرة، وبقعة، وخثار، ودوخة، وهذيان، وعلامات السحائية

‏، وهوس، ومتلازمة كورساكوف، ورتة، وعسر البلع، ورأرأة، ورعاش، واضطراب نظم قلبي، وقرحة فراش، وصمم

أدوية{{دوكسيسايكلين، وكلورامفينيكول

التاريخ{{وصفها المصدر موسوعة ناتال

 ------------

  التيفوس الوبائي نوع من أنواع التيفوس ويعرف أيضاً باسم التيفوس التقليدي أو تيفوس القمل وهو أكثر أنواع التيفوس انتشارًا. ويتم انتشاره عن طريق القمل البشري. وقد ارتبط هذا النوع من التيفوس بالحروب والمجاعات عبر التاريخ، بسبب التجمعات المكتظَّة وعدم النظافة وغالباً ما يؤدي إلى موت الجنود بأعداد أكثر من أولئك الذين يموتون في القتال. فقد قدَّر المراقبون أن التيفوس قد قتل أكثر من ثلاثة ملايين شخص في روسيا خلال الفترة الثورية التي أعقبت الحرب العالمية الأولى (1914- 1919م) وتشمل أعراضه الصداع الشديد، وارتفاع في درجة الحرارة المستمر والسعال، الطفح الجلدي، وآلام شديدة في العضلات، قشعريرة، وانخفاض ضغط الدم، ذهول، الحساسية للضوء، الهذيان والموت.

طرق الانتقال

تنتقل العدوى بالريكتسية البروفاتسيكية (R. prowazekii) إلى القمل البشري عندما يعتاش على شخص مصاب، فتنمو هذه الجراثيم في القناة الهضمية للقمل وتُطرح في برازه، ومن ثم ينتقل المرض لشخص سليم عندما يحك موضع عضة القمل (المسببة للحكة) مسبباً دخول البراز في الجرح الناتج، وتترواح فترة الحضانة بين أسبوع وأسبوعين، ويمكن للريكتسية البروفاتسيكية أن تبقى عيوشة ومفوّعة في براز القمل الجاف لعدة أيام، علماً أن التيفوس سيقتل القمل في النهاية، ولكنه سيبقى عيوشاً لعدة أسابيع في القمل الميت.

ترافق التيفوس عبر التاريخ مع فترات الحروب والحرمان، ففتك على سبيل المثال بملايين السجناء في معسكرات الاعتقال النازية الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية، فقد أدى تدهور النظافة في معسكرات مثل أوشفيتز، وثيريزينشتات وبرغن-بلسن لنشوء ظروف مثالية لانتشار أمراض مثل التيفوس، وقد تتضمن الظروف الملائمة لنشوء وباء تيفوس في القرن الحادي والعشرين مخيمات اللاجئين أثناء نشوب مجاعات هائلة أو كوارث طبيعية. في الفترات الفاصلة بين تفشيات الوباء، حينما تكون العدوى بين البشر أقل تواتراً، يعمل السنجاب الطائر بمثابة مستودع حيواني لجرثومة الريكتسية البروفاتسيكية.

أثبت هنريك دا روشا ليما عام 1916 أن الريكتسية البروفاتسيكية كانت العامل المسبب للتيفوس، وسمّاها تيمناً بهاورد تايلر ريكيتس وستانيسلوس فون بروازيك، وهما اختصاصيان في علم الحيوان توفيا جراء الإصابة بالتيفوس أثناء تحريهما الأوبئة، وفور التعرف على هذه الحقائق المفتاحية، تمكن رودولف ويغل عام 1930 من تصميم طريقة عملية وفعالة لإنتاج اللقاح، وذلك بطحن أحشاء القمل المصاب الذي كان يمص دم مريض التيفوس، ولكن هذه العملية كانت خطيرة للغاية، لما تضمنته من احتمال إصابة العاملين عليها.ومن ثم طور هيرالد ر. كوكس طريقة أكثر أماناً لإنتاج اللقاح بكميات كبيرة باستخدام صفار البيض عام 1938،

فأصبح هذا اللقاح متوفراً على نطاق واسع واستُخدم بكثرة بحلول عام 1943.

التشخيص

يعطي المريض المصاب نتائج إيجابية بعد عشرة أيام في كل من مقايسة التألق المناعي اللامباشر، والمقايسة الامتصاصية المناعية للإنزيم المرتبط وتفاعل البوليمراز المتسلسل.

المعالجةتعالَج العدوى بالمضادات الحيوية، وقد يكون هناك حاجة لإعطاء السوائل الوريدية والأوكسيجين لتحقيق استقرار حالة المريض، وتتفاوت معدلات الوفيات المعالجة وغير المعالجة بشكل كبير: 10-60% لغير المعالجة مقابل 0% تقريباً عند المعالجة بالمضادات الحيوية خلال ثمانية أيام من العدوى البدئية، وعادة ما يُستخدم التيتراسايكلين، والكلورأمفينيكول والدوكسيسيكلين،

ويمكن الوقاية من العدوى أيضاً بواسطة التلقيح.

وتركز بعض أبسط طرق الوقاية والعلاج على منع الإصابة بقمل الجسم، فيساعد كل من التغيير الكامل للملابس، وغسل ملابس المصاب بالماء الساخن، وفي بعض الحالات تعقيم ملاءات الأسرّة المستخدمة مؤخراً أيضاً، في الوقاية من التيفوس بإزالة القمل المحتمل إصابته به، وقد يؤدي ترك الملابس دون ارتداء أو غسيل لمدة 7 أيام لموت القمل وبيوضه، لعدم تمكنه من الوصول لمضيفه البشري، ويتطلب نمط آخر من منع الإصابة بالقمل تعفير الملابس الموبوءة بمسحوق يتألف من 10% دي دي تي، و1% مالاثيون، أو 1% بيرمثرين، يستطيع قتل القمل وبيوضه.

تاريخ التيفوس الوبائيوُصف التيفوس لأول مرة غالباً عام 1083 في دير لا كافا بالقرب من ساليرنو في إيطاليا، وفي عام 1546، وصفه الطبيب الفلورنسي غيرولامو فراكاستورو في مقالته الشهيرة عن الفيروسات والعدوى (De Contagione et Contagiosis Morbis).كان لمرض التيفوس آثاراً مدمرة على البشر ونتجت عنه مئات الآلاف من الوفيات خلال الحرب العالمية الثانية.وخلال السنة الثانية من الحرب البيلوبونيسية (عام 430 قبل الميلاد) تعرضت دولة مدينة أثينا في اليونان القديمة لوباء مدمر، عُرف بطاعون أثينا، فتك ببريكليس وابنيه الأكبر سناً من بين آخرين، ومن ثم عاد الطاعون مرتين، إحداهما كانت في عام 429 قبل الميلاد، والأخرى في شتاء 427 أو 426 قبل الميلاد، ويُعتبر التيفوس الوبائي مرشحاً قوياً لسبب تفشي هذا المرض، حسب إفادة آراء طبية وعلمية.

وصل التيفوس إلى أوروبا أيضاً عن طريق الجنود الذين كانوا يقاتلون في قبرص، وظهر الوصف الموثوق الأول لهذا المرض خلال حصار الملوك الكاثوليكيين لإمارة غرناطة عام 1489 أثناء حرب غرناطة، فتتضمن التقارير وصفاً لحمى وبقع حمراء على الأذرع، والظهر والصدر، وترقي الأعراض لتشمل هذياناً، وتقرحات غنغرينية، ورائحة لحم متعفن، فخسر الكاثوليك خلال الحصار 3000 رجل أمام العدو، مقابل 17000 وفية إضافية جراء التيفوس.

شاع التيفوس في السجون أيضاً (وفي البيئة المزدحمة حيث ينتشر القمل بسهولة)، حيث عُرف بـحمى غاول أو السجن، فتفشت حمى السجن غالباً عند تكديس السجناء معاً في غرف مظلمة وقذرة، فكان السجن حتى موعد جلسة المحكمة التالية بمثابة الحكم بالإعدام، وكان المرض معدياً للغاية لدرجة أن السجناء الماثلين أمام المحكمة أعدوا اللجنة نفسها.

تبع الحادثة السوداء لمحكمة الجنايات العليا في أوكسفورد عام 1577، توفي ما يزيد عن 300 شخص جراء التيفوس الوبائي، بمن فيهم المتحدث اللورد روبيرت بيل، البارون الرئيس للخزانة، ومن ثم قتل التفشي التالي للتيفوس، بين عامي 1577 و1579، 10% تقريباً من عدد سكان إنكلترا، وفي عام 1759، قدّرت السلطات الإنكليزية موت ما يقارب ربع السجناء كل عام جراء حمى السجن.تفشت الأوبئة في جميع أنحاء أوروبا خلال الحرب الأهلية الإنكليزية، وحرب الثلاثين عاماً والحروب النابليونية، وخلال انسحاب نابليون من موسكو عام 1812، كانت حصيلة جنوده المتوفين جراء الإصابة بالتيفوس أكثر ممن قُتلوا على أيدي الروس، وفي أيرلندا تفشى وباء كبير بين عامي 1816 و1819، ومرةً أخرى في أواخر ثلاثينينات القرن التاسع عشر، بينما تفشى وباء تيفوس كبير آخر أثناء المجاعة الأيرلندية العظمى بين عامي 1846 و1849، وانتشر التيفوس الأيلرندي لإنكلترا، فُسمي أحياناً بـ«الحمى الأيرلندية»، وتميز بفوعته، فقد فتك بالناس من مختلف الطبقات الاجتماعية، نظراً لأن القمل كان متوطناً ولا مفر منه، ولكن الشدة الأكبر كانت بين أفراد الطبقة الاجتماعية الدنيا أو «غير النظيفة»، وفي كندا، قتل وباء التيفوس شمال الأمريكي عام 1847 ما زاد عن 20,000 شخص، معظمهم من المهاجرين الأيرلنديين في أكواخ الحمى وأنماط أخرى من الحجر، والذين كانوا قد التقطوا العدوى بالمرض على متن السفن ذات الظروف الصحية السيئة.

في أمريكا، قتل وباء التيفوس ابن فرانكلن بيرس في كونكورد في نيو هامبشاير عام 1843، وتفشى في فيلاديلفيا عام 1837، وتفشت عدة أوبئة في بالتيمور، وممفيس وواشنطن العاصمة بين عامي 1865 و1873، وكانت الحمى التيفوسية قاتلاً أساسياً أثناء الحرب الأهلية الأمريكية، رغم أن حمى التيفوئيد كانت المسبب الأكثر انتشاراً لـ«حمى معسكرات» تلك الحرب، علماً أن التيفوئيد مرض مختلف تماماً عن التيفوس.

تضمنت محاولة الطبيب، وعالم الأنثروبولوجيا والمؤرخ رودولف فيرخوف في السيطرة على تفشي التيفوس في سيليزيا العليا، بالإضافة إلى تقريره اللاحق والمتألف من 190 صفحة، ملاحظته بأن تدبير التفشي لم يكمن في العلاج الفردي أو التغيرات البسيطة في الإسكان، أو الطعام أو الملابس المقدمة، وإنما في التغييرات الهيكلية واسعة النطاق التي استهدفت مشكلة الفقر مباشرة، وقد أدت تجربة فيرخوف في سيليزيا العليا لملاحظة أن «الطب علم اجتماعي»، وقد أدى تقريره لتغييرات في سياسة الصحة العامة الألمانية

       الحمى النمشية أو التيفوس

(بالإنجليزية: Typhus)‏ داء معد حاد تسببه ريكتسيا (Rickettsia) تعرف علميا باسم Rickettsia prowazekii. واحد من عدة أمراض متشابهة يكون المسبب الرئيس لها بكتيريا الكساح، يعود اسم المرض لمعنى مدخن أو ضبابي باليونانية؛ نسبة للحالة العقلية لدى المصابين بالمرض، وتعتبر جرثومة الكساح المسببة للمرض، وهي من الكائنات الطفيلية المجبرة على العيش داخل الخلايا وغير القادرة على البقاء لفترة طويلة خارج الجسم الحي. ينتشر في المواطن التي يزدحم فيها الناس وتسود أحوال غير صحية، وتنقله من شخص إلى آخر عن طريق قمل الجسم. ولقد كان الطبيب الفرنسي شارل نيكول أول من اكتشف هذه الحقيقة (عام 1909) فمنح من أجل ذلك جائزة نوبل في الطب لعام 1928. تتراوح فترة حضانته ما بين أسبوع وأسبوعين تظهر بعدها أعراضه وهي الصداع الشديد والقشعريرة والحمى والطفح الجلدي. وتستمر هذه الأعراض عادة نحوا من ثلاثة أسابيع يبرأ بعدها المصاب أو يقضي نحبه. وذلك هو التيفوس الوبائي. وعلى الرغم من أن كلمة التفوئيد تعني شبيه التيفوس، إلا إن كل من حمى التفوئيد ومرض التفوئيد مرضان مختلفان تماما، ويحصلان لأسباب مختلفة.

ومن التيفوس ضروب أخرى تنقلها إلى الإنسان البراغيث، والقرادات (Ticks) وغيرها. ويتفشى التيفوس في أيام الحروب والمجاعات والكوارث الطبيعية. وخلال الحرب العالمية الأولى والسنوات القليلة التي تلتها مات بالتيفوس أكثر من ثلاثة ملايين شخص في ألمانيا وبولندا وروسيا. والتيفوس يعالج بالتزام قواعد النظافة وبالتتراسيكلين ومبيدات الحشرات. وتتم الوقاية منه، إلى حد ما، بلقاح خاص.
الأعراض والدلائل
تعود الأعراض والدلائل الآتية على وصف التفوئيد الأكثر شيوعًا، باعتباره أحد أهم أنواع المرض، وتبدأ أولى أعراضه بحمى مفاجئة وقشعريرة وصداع وأعراض أخرى مشابهة لأعراض الرشح، وتظهر هذه الأعراض بعد 1-3 أسابيع من التقاط العدوى، وبعد خمس إلى تسع إيام من ظهور الأعراض يبدأ طفح جلدي بالانتشار على جذع المصاب وينتقل في ما بعد إلى الإطراف، وينتهي بانتشاره قي جميع إجزاء الجسم، الوجه وباطن الكفين والقدمين.
الأسباب
تدخل كلمة التفوئيد في وصف العديد من الأمراض منها:
الحالة     البكتيريا المسببة     العائل - الكائن المصاب     ملاحظات
التفوئيد الوبائي     جرثومة الكساح البروفاسيكية     القمل المتطفل على جسم الانسان     عند ذكر مصطلح التفوئيد دون اضافة يكون المقصود هذا المرض، حيث يتم استخدامه بالمراجع التارخية.
تفوئيد الفئران – مرض مزمن     جرثومة الكساح التيفية     البراغيث المتطفلة على الفئران     
تايفوس الاكالية     جرثومة ارنتيا التسوتسو- غاموشية     عت الحصاد المتطفل على القوارض     على عكس كل من الحالتين السابقتين وبالرغم من وجود كلمة تايفوس الا ان هذا المرض لا يصنف من عائلة التفوئيد بل من مجموعة امراض المتعلقة بالحمى المبقعة.
الوقاية

من الطرق الفعَّالة للوقاية من التفوئيد هي أخذ سلسة مطاعيم وقائيَّة قبل السفر لأي من المناطق الموبوءة وتجنب التعرض للقمل.
العلاج
بدون الحصول على علاج تحدث الوفاة في 10-60% من المُصابين بالتفوئيد الوبائي، مع العلم أن المرضى الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا هم الأكثر عُرضة للموت، ولكن حاليًا في عصر المضادَّات الحيويَّة الموت ليس شائعًا إذا تم إعطاء ديوكسيسلين؛ حسب دراسة أجريت على 60 مريض يُعاني من التفوئيد، لم يمُت أيُّهم عند استخدام المضادَّات الحيويَّة ديوكسيسلين أو كلوروفينيكول. أو استخدام الأزيثروميسين (واحد من العلاج بالعقاقير)، الكلورامفينيكول أو التتراسيكلين.
إحصائيًا
وفقًا لمنظمة الصحة العالميَّة، يقتل التفوئيد ما يُقارب 0.2 من كل مليون شخص سنويًا.حاليًا يوجد عدد قليل من المناطق الموبوءة بالتفوئيد؛ فقد تم تسجيل العديد من الحالات منذ أواخر القرن العشرين في بروندي وروندا وأثيوبيا وألجيريا، ومنذ عدَّة سنوات في كل من أمريكا الجنوبيَّة والوُسطى.باستثناء حالتين، جميع الحالات التي تم تسجيلها في الولايات المُتحدة الأمريكيَّة حدثت غرب المسيسبِّي، وعندما تم فحص الحالات الحادثة في بنسيلفينيا، وُجِد أنَّ مصدر العدوى هي السناجب الطائرة ، ومع ذلك يبقى انتقال التفوئيد الوبائي من الحيوانات البريَّة نادر الحدوث في الولايات المُتَّحِدة؛ حيث تمَّ توثيق 47 حالة فقط منذ عام 1976 إلى 2010.
تاريخيًا
العُصور الوُسطى
عامل خدمة مدنيَّة العامة يضع سُمًا للجرذان للتحكم بالتفوئيد في غولفبورت في الميسسبي عام 1945
جندي أمريكي يُبيِّن كيفيَّة استعمال مُعدَّات اليد لرش الـDDT والتي كانت تُستخدم للتحكم بانتشار القمل الحامل للتفوئيد.

ظهر أول وصف موثَّق للتفوئيد أثناء الحصار الإسباني لغرناطة عام 1489؛ حيث تم وصف حالات إصابة بالحُمَّى وظهور بقع حمراء على اليدين والظهر والصدر، وأعراض قد تصل للهذيان وقروح مُصابة بالغرغرينا ورائحة جلد مُتعفِّن، وقد خسِر الإسبان ما يُقارب 3000 رجل في المعركة و17000 للتفوئيد.

كان التفوئيد شائعًا في السجون وكان يُعرف باسم حُمَّى الأريوتيتيس، وكان ينتقل هناك من خلال القمل عند تجمُّع المساجين في الزنازين المُظلِمة القذرة، ففي ذلك الوقت كانت جُملة «مسجون حتى الفصل القادم من المحكمة» مساوية لحكم بالموت، وقد تنتقل العدوى من القُضاة وأعضاء المحكمة من المساجين حين يتم إحضارهم للمحكمة
، فبعد محكمة الجنايات التي عُقِدت في أكسفورد عام 1577 والتي عُرِفَت لاحِقًا باسم «الجنايات السوداء» أكثر من 300 شخص لقوا حتفهم من التفوئيد بمن فيهم الرئيس البارون والمسؤول عن الخزينة السير روبرت بيل، وأثناء محكمة الجنايات الحادثة في تاونتن عام 1730 تسبب التفوئيد بموت حاكم ويلز والرقيب الأول ومئات آخرين، ففي وقت أُعدم فيه 241 شخص بسبب جرائم مُعيَّنة، مات عدد أكبر من المساجين بسبب حُمَّى السجن ممن أُعدُموا علنًا في المملكة البريطانيَّة، وعام 1759 أصدرت الحكومة البريطانيَّة بيانًا صرَّحت فيه أنَّ رُبع السجناء ذاك العام تُوفُّوا بسبب حُمَّى السجن، وفي لندن انتشر التفوئيد بين السجناء في سجن يونيتد ومن ثم للمجتمع المحلّي، وفي شهر أيار عام 1750، أُصيب عُمدة لندن السير صاموئيل بنيت وعدد كبير من موظفيّ المحاكم بالتفوئيد بعد حضور محاكمة أولد بيلي؛ فقد كانت قاعة المحكمة مُلحقة بسجن نيوغيت.ما بين القرن السادس عشر والتاسع عشر كَثرت الأوبئة في جميع أنحاء أوروبا بما في ذلك الحرب الأهليَّة الإنجليزيَّة وحرب الثلاثين عام والحروب النابليونيَّة ، وقد كانت هذه الأوبئة من عدَّة أنواع ومات بها العديد من المقاتلين والمدنيين، خاصة في ألمانيا والأراضي المُحيطة بها من العام 1618 إال 1648، فوفقًا ليوسن باتريك: «بحلول نهاية الحرب، قتل التفوئيد أكثر من 10% من مجموع سُكّان ألمانيا، وبلغت نسبة المرض في ذلك العام 90% من ضحايا أوروبا».
القرن التاسع عشر

أثناء تراجع نابليون من موسكو عام 1812 قَتل التفوئيد من الجنود الفرنسيين أكثر مما قُتل أثناء المعارك مع الروس.

وقع بين عامي 1816 و1819 وباء كبير في إيرلندا خلال المجاعة التي حدثت بسبب انخفاض درجات الحرارة في جميع أنحاء العالم المعروفة ب«السنة بدون صيف»، ومات ما يُقدَّر بـ100000 ايرلندي، ثم ظهر التفوئيد ثانيةً في أواخر ثلاثينيَّات القرن التاسع عشر، وحصل وباء آخر أثناء المجاعة الإيرلنديَّة العُظمى ما بين عامي 1846 و1849، لينتقل التفوئيد الإيرلندي إلى إنجلترا حيث كان يُطلق عليها الحُمَّى الإيرلنديَّة وكانت تُعرف بانتشارها، حيث أصابت أسخاصًا من كل الطبقات الاجتماعيَّة: فقد كان القمل وباءً لا يُمكن الهرب منه، ولكنه أحدث أسوأ تأثير في الطبقات الدُّنيا.

في الولايات المُتَّحِدة، تفشى وباء التفوئيد في فيلادلفيا عام 1837 وأدّى إلى مقتل ابن الرئيس الرابع عشر للولايات المُتحدة فرانكلين بيرس في كونكورد في نيو هامبشير عام 1843، لحقها عِدَّة حالات في كم من بالتيمور وممفيس والعاصمة واشنطن ما بين عامي 1865 و1873.

كما كان التفوئيد عاملًا مُساهمًا في الموت أثناء الحرب الأهليَّة الأمريكيَّة، مع أن حُمَّى التوفئيد كانت السبب الشائع لحُمَّى المُخيَّم أثناء الحرب، والتي تُسبِّبُها باكتيريا السالمونيلا تايفي تختلف تمامًا عن مرض التفوئيد، [وتختلف أيضًا عن سالمونيلا انتيريكا المُسبِّبة لتسمم الطعام].

في كندا، عام 1847، قتل الوباء أكثر من 20000 شخص مُعظمهم من المُهاجرين ايرلنديين، الذين تواجدوا في حظائر الحُمَّى أو الحجر الصحي على متن السُّفن المُكتظة بالفارِّين من المجاعة الإيرلنديَّة الكُبرى، لا سيَّما أن خدمات الصرف الصحِّي كانت غير متوافرة بالشكل الجيِّد، ولم يكُن هناك تصوُّر عن كيفيَّة انتشار المرض.
القرن العشرين
تشارلز نيكول والذي فاز بجائزة نوبل للطب عام 1928 لاكتشافه أن القمل ينقل التفوئيد.

خلال الحرب العالميَّة الأولى، تم إنشاء العديد من محطَّات إبادة القمل للقوَّات على الجهة الغربيَّة من المعارك، وبذلك تم تفادي وقوع الوباء وحدوث وفيَّات، ولكنَّه انتشر ودمَّر جيوش الجبهة الشرقيَّة؛ حيث كانت أعداد الوفيَّات في صربيا وحدها تُقدَّر بـ150000 حالة، وكانت الوفيَّات ما بين 10-40% من المُصابين، وكان التفوئيد السبب الرئيس للوفاة بين الممرضين في ذلك الوقت.

وصل وباء التفوئيد ذروته في الأراضي السوفيتيَّة عام 1922، حيث قُدِّرت الحالات بـ20-30 مليون حالة في روسيا، وعلى الرُّغم من أنَّ حالات التفوئيد وصلت لـ4 مليون حالة مُبلَّغ عنها في بولندا، إلّا أن الجهود المبذولة للحد من انتشار المرض نجحت إلى حد كبير عام 1921، وذلك من خلال جهود رُّواد الصحة العامة مثل هيلين سبارو ووردلوف
، وانتشر الوباء أيضًا أثناء الحرب الأهليَّة الروسيَّة بين الجيوش الحمراء والبيضاء ليقتل التفوئيد 3 ملايين شخص مُعظمهم من المدنيين.خلال الحرب العالميَّة الثانيَّة، قُتل العديد من من أسرى الحرب الألمان بعد انتشار التفوئيد في ستالينغارد، حيث اقتصرت الضحايا على مُعسكرات أسرى الحرب ومعسكرات الاعتقال النازيَّة؛ حيث كان يُعاني المُحتجزين فيها من ظروف حياة غير صحيَّة، ويمكن رؤية صور لبعض ضحايا المقابر الجماعيَّة في مُعتقل بيرغن- بيسلن.

من بين آلاف السُّجناء في مُعسكرات الاعتقال مثل ثيريزينستادت وبيرغن- بيلسن الذين ماتوا بالتفوئيد، كانت آن فرانك ذات الخمسة عشر عامًا وأختها مارغوت وعُمرها 19 عامًا، وتم التَّخلُّص من الكثير من الأوبئة في فوضى ما بعد الحرب باستخدام الـDDT الذي تم اكتشافه حديثًا لقتل القمل لدى الملايين من اللاجئين والمُهاجرين القسريين.

طوِّر أول لقاح للتفوئيد من قبل عالم الحيوان البولنديَّ رودولف فايغل في الفترة المُمتدَّة بين الحربين العالميَّتين

، وتم تطوير عِدَّة لقاحات أقل خُطورة وكُلفة بعد الحرب العالميَّة الثانيَّة، ومنذ ذلك الوقت حصلت بعض الأوبئة في آسيا وأوروبا الشرقيَّة والشرق الأوسط وأجزاء من أفريقيا. 

اعراض الامراض

الأرق والنعاس المفرط في أثناء النهار الإغماء (الغَشي) التكدُّم (تشكُّل الكدمات) والنَزف التورم (الاستسقاء أو الوذمة) الحُمَّى عند الرُّ...